أظهرت دراسة أميركية أن التأخير في حركة المرور يزيد بشكل ملحوظ من معدلات زيارة مطاعم الوجبات السريعة، ما يحفز على اللجوء إلى خيارات غذائية غير صحية لملايين الأشخاص سنوياً.
وأوضح الباحثون من جامعة إلينوي أن النتائج تشير إلى أن تحسين تدفُّق حركة المرور يمكن أن يكون له تأثير إيجابي غير مباشر على النظام الغذائي للسكان؛ ما يعزز الحاجة إلى استراتيجيات لتخفيف الازدحام، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «Journal of Urban Economics».
ويُعد الازدحام المروري مشكلة متزايدة في المدن الكبرى، ولا يقتصر تأثيره على تأخير الوصول إلى الوجهات فحسب؛ بل يمتد ليؤثر على الصحة.
وإلى جانب الإجهاد والتوتر الناتجين عن التأخير، يزيد الازدحام المروري من التلوث البيئي بسبب انبعاثات المركبات، ما يؤدي إلى ظهور مشكلات صحية على المدى الطويل.
واعتمدت الدراسة على بيانات حركة المرور اليومية في مدينة لوس أنجليس الأميركية لأكثر من عامين، إلى جانب بيانات من الهواتف المحمولة توضح عدد الزوار الذين دخلوا مطاعم الوجبات السريعة خلال الفترة نفسها. وباستخدام هذه المعلومات، طوّر الباحثون نموذجاً حسابياً يربط بين تباطؤ المرور غير المتوقع وزيادة الإقبال على الوجبات السريعة.
وأظهرت النتائج أن تأخير المرور بمقدار 30 ثانية لكل ميل فقط كان كافياً لرفع معدلات زيارة مطاعم الوجبات السريعة بنسبة 1 في المائة. ووفقاً للباحثين، فإن هذه الزيادة التي تبدو طفيفة تعادل 1.2 مليون زيارة إضافية سنوياً في لوس أنجليس وحدها.
وعند تحليل البيانات وفقاً للوقت، وجد الباحثون أن التأثير كان أكثر وضوحاً بين الساعة 5 و7 مساءً، حيث يزداد توجه الأشخاص نحو مطاعم الوجبات السريعة بدلاً من الذهاب إلى متاجر البقالة أو تحضير الطعام في المنزل أو شراء المكونات الطازجة.
وأوضح الباحثون أن النتائج تُظهر كيف يمكن لعوامل غير غذائية مثل ازدحام المرور أن تؤثر على عادات الأكل؛ ما يزيد من استهلاك الأطعمة غير الصحية المرتبطة بارتفاع معدلات السمنة وأمراض القلب والسكري.
حلول موضوعية
وأضافوا أن تحسين البنية التحتية للطرق لتقليل التأخيرات المرورية، وتعزيز شبكة وسائل النقل العام لتقليل اعتماد الأفراد على السيارات، وتشجيع العمل عن بُعد لتخفيف الضغط على الطرق خلال ساعات الذروة، قد تكون حلولاً فعالة للتخفيف من هذه الآثار السلبية.
وأشار الفريق إلى أن هذه النتائج قد تدفع صانعي السياسات وأصحاب المطاعم إلى توفير خيارات غذائية صحية بالقرب من الطرق السريعة أو في محطات التوقف، لتقليل الاعتماد على الأطعمة غير الصحية.
كما تكشف الدراسة عن الحاجة إلى حملات توعوية حول تأثير العوامل الخارجية، مثل المرور، على النظام الغذائي، وتشجيع الأفراد على التخطيط المسبق لوجباتهم لتجنب الخيارات غير الصحية أثناء التنقل.